Back to blog

فيروس كوفيد-19: الظاهرة الأبرز في أسواق رأس المال لهذا العام

ويُلقي الوضع الحالي، الذي يتحوّل ببطء إلى حالة من الجنون، بظلاله على شركات الطيران وسلاسل مطاعم الوجبات السريعة مُتعددة الجنسيّات. وعلّقت الكثير من شركات الطيران جميع الرحلات من وإلى برّ الصين الرئيسي، كما أغلقت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الآلاف من فروعها. وعلى نفس المنوال، يُتوقّع أن يشهد مصنّعو المواد الأساسيّة العديد من الانخفاضات – خاصةً الفولاذ والنفط. ومع ذلك، قد "تُرحّب" بعض الحكومات بالوضع الراهن كطريقة لصرف الانتباه عن مشاكلهم الداخليّة وتركّز على الفيروس المحايد وغير المحدّد الذي قد يؤثر بالسكان حول العالم.
 
وبأسوأ الأحوال، قد تكون النتائج مدمّرة على الاقتصاد الكليّ، خاصّةً في الصين التي انخفض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة أعشار في المائة (0,4 – 0,6 في المائة). وألغت الصين جميع الفعاليّات الاجتماعيّة (الفعاليّات الرياضيّة، والفعاليّات الثقافيّة، وغيرها)، حيث يُمكن أن ينتشر الفيروس بسرعة فيها نتيجة للتركيز العالي للأشخاص، كما يُمكن أن تتأثر الألعاب الأولمبيّة لعام 2020 في طوكيو بصورة كبيرة نتيجة هذا القرار.
 
وبغضّ النظر عن شركات الطيران وشركات المنتجات الزراعيّية، قد يؤدي ذلك إلى إلحاق خسائر بسلاسل التوريد المتعددة الجنسيات مثل "ستاربكس" أو "آبل". وفي هذا السياق، أغلقت "ستاربكس" (المدرجة في بورصة ناسداك تحت الرمز: NASDAQ: SBUX) أكثر من 2,000 متجر في برّ الصين الرئيسي، ومن المرجّح أن تواجه "آبل" (المدرجة في بورصة ناسداك تحت الرمز: NASDAQ: AAPL) انقطاعاً بالتصنيع في الصين. ويُمكن أن تختبر عملاقة التجارة الإلكترونيّة الصينيّة "علي بابا" (المدرجة في بورصة نيوزيلندا تحت الرمز NZSE: BABA)، التي تُدير أكثر من 90 في المائة من أعمالها في الصين، انخفاضاً في نتائج الربع الأوّل.
 
وكشف تحليلات من الشركة الوسيطة "ألفو" أنّه سيتعيّن على بلدان مثل اليابان أو سويسرا الاستعداد لمواجهة بعض الاضطرابات في أسواق تداول العملات الأجنبية. وسيؤثر استمرار أو حتّى تفاقم الوضع المتعلّق بفيروس "كوفيد-19" على تقييم العملات الوطنية ويؤدي إلى تدهور التوازن التجاري وفرض ضغوطات على الطلب على هذه العملات. ونتيجة لذلك، لن تتمكّن المصارف الوطنية من التحكّم بمستوى عملاتها. وبمجرد زوال تهديد فيروس "كورونا"، ستضعف العملات بدرجة كبيرة خلال ساعات أو أيام معدودة.